vendredi 8 août 2008

لم يتمكن الإنسان رغم سعة معرفته وعلومه في العصر الحديث من الكشف عن ظواهر غامضة لاتزال تحدث باستمرار في مناطق عديدة من الأرض مثيرة الاستغراب والتساؤل، رغم أن بعضها يسبب الكوارث ويهلك آلاف الضحايا.ولعل أغرب تلك الظواهر التي تحدث في بعض أنحاء الأرض (مثلث برمودا) القاتل وبحر الشيطان قرب سواحل اليابان وكلاهما يشكل خطراً على السفن والطائرات التي تختفي دون أن تترك أثراً.. ورغم المبالغة أحياناً في رواية الحكايا والقصص عن (مثلث برمودا) إلا أنه من الثابت قطعاً أن منطقة المثلث المذكور (وهي تمتد من جزيرة برمودا شمالاً حتى فلوريدا جنوباً ثم من خلال جزر البهاما بعيداً عن بورتوريكو غرباً حوالي /40/درجة طول قبل أن تتجه من جديد صوب برمودا). هذه المنطقة كانت مسرحاً لأحداث مأساوية بدأت تظهر بشكل واضح منذ الخامس من كانون الأول عام 1945، حيث لفتت الأنظار إليها منذ ذلك التاريخ. وحين رصدت قبل ذلك التاريخ أيضاً تبين أن أحداثاً جسيمة قد وقعت فيها، حدد أول تاريخ لها بـ/1800/ميلادية. ‏ورغم كل الفرضيات والاحتمالات التي وضعها العلماء الذين درسوا المنطقة فإن أسراراً غريبة لاتزال مجهولة وبعيدة عن التفسير المنطقي ومدعاة للتساؤل والحيرة.. ‏ما هي ظاهرة مثلث برمودا؟ وما هي آخر النظريات العلمية التي تفسر حوادث اختفاء السفن والطائرات فيه؟ ‏هذا ما سنحاول الإجابة عليه مستعرضين أيضاً آخر نظرية أعلن عنها مؤخراً العالم الروسي (هنريك تلالايفسكي). ‏في بحر سارغاس اختفت مئات السفن والبواخر والقوارب الصغيرة وسفن الشحن، وتشير التسجيلات الى أن أول اختفاء رصد كان عام /1800/ حيث اختفت سفينة أمريكية وعلى متنها /340/ بحاراً في كانون الثاني من ذلك العام.‏وفي /20/آب من العام نفسه، اختفت السفينة الأمريكية (بكونغ) وعلى متنها /90/شخصاً، دون أن تترك أثراً.. وفي التاسع من تشرين الأول عام /1814/ اختفت الباخرة (واسب) وعلى متنها /140/بحاراً. وبعدعشر سنوات في 28 تشرين الأول عام /1824/ اختفت (وايلد كات_ القطة المتوحشة) وعلى متنها /14/بحاراً، وفي عام /1880/ في الخامس عشر من كانون الثاني اختفت الباخرة (أتلانتا) وعلى متنها /290/شخصاً، وفي عام /1918/ اختفت (سكايلوب) بحمولتها وطاقمها الذي تكوّن من /309/ أشخاص. ‏واستمر اختفاء السفن وبعضها لم يسجل في السجلات إضافة لمئات القوارب الصغيرة والسفن الشراعية وقوارب الصيد. ‏في ليلة الثالث_ الرابع من تشرين الأول عام /1951/ اختفت السفينة الحربية البرازيلية (سان باولو) بسرعة كبيرة دون أن تترك أثراً.. وقد أثار اختفاؤها ضجة كبيرة في المنطقة، وجندت مئات الطائرات وسفن الإنقاذ للبحث عنها أو عن حطامها، دون جدوى، ولعل أكبر حادث أثار الرعب والهلع لدى السلطات الأمريكية هو اختفاء الغواصة (سكوربيون) عام /1968/ وبداخلها /90/رجلاً.‏وفي الخامس من كانون الأول عام /1945/ قامت خمس طائرات تابعة للبحرية الأمريكية من قاعدة (فورت لادرديل) في رحلات استطلاعية تدريبية اعتيادية بوقود يكفيها لآلاف الأميال، كانت الساعة الثانية ظهراً والشمس ساطعة والرياح الشمالية شرقية معتدلة، وفي الساعة الثالثة والربع بعد انتهاء التدريبات تلقّى برج المراقبة رسالة غريبة من قائد التشكيل: «الموقف غير مفهوم، لم نعد نرى طريق الغرب.. كل شيء يبدو معطلاً، لا نعرف أين نحن وفي أي اتجاه؟» وبعد دقائق تلقّى البرج كلمات جديدة «أحاول أن أجد القاعدة كأنني فوق كنيسة لكنني لا أستطيع تعيين انخفاضها وجهة البرج» وأجابه البرج: «طر شمالاً حيث تكون الشمس جهة الشاطئ تصل القاعدة». أجاب: «طرنا قبل قليل فوق إحدى الجزر الصغيرة ولم نشاهد جزراً أخرى» كان يبدو أنهم فقدوا اتجاههم تماماً، وصار البرج لا يسمع أحاديث الطيارين بسبب التشويش ولم يتمكن من إيصال نداءاته إليهم؛ ولكنه كان يتلقى نتفاً من أحاديثهم فيما بينهم التي دارت حول نفاد الوقود والبوصلات المجنونة.. ‏أعلنت حالة الطوارئ في القاعدة وفي نحو الساعة الرابعة بعد الظهر تلقّى البرج النداء التالي: «لسنا متأكدين أين نحن، نعتقد أن مكاننا يبعد (225)ميلاً باتجاه الشمال الغربي من القاعدة، قد نكون اجتزنا فلوريدا ونحن فوق خليج المكسيك..» أخذ الصوت يضعف وكان آخر ما تلقى البرج: «كأن ما نراه هو ماء أبيض، لقد ضعنا تماماً».. وكانت السفينة (مارتن ماريز) قد انطلقت بطاقم من ثلاثة عشر شخصاً في إنقاذ الطائرات قبل دقائق من سماع آخر نداءات طاقم الرحلة، وبعد قليل تلقّى البرج أيضاً رسالة من (مارتن ماريز): «هناك رياح قوية على ارتفاع ستة آلاف قدم» وكانت تلك آخر الكلمات، حيث اختفت هي الأخرى ليصبح عدد الطائرات المفقودة ستاً بدلاً من خمس، ولم يكن بالإمكان وقتذاك البحث عن الطائرات المفقودة بإرسال طائرات أخرى لأن الظلام قد حلّ رغم أن سفن وزوارق خفر السواحل قد استمرت نشيطة طوال الليل لتبحث عن المفقودين دون جدوى، ومع تباشير الفجر انطلقت نحو /316/ طائرة من بينها /76/ طائرة إنقاذ للبحث عن آثار حطام الطائرة المفقودة واشتركت في البحث مئات من الطائرات الخاصة وزوارق المغامرين ويخوت السباق وعدة غواصات وثمانية عشر زورقاً للبحرية الأمريكية مسحت /380/ألف ميل في الأطلسي والبحر الكاريبي وخليج المكسيك والجزر القريبة من فلوريدا، وزادت ساعات الطيران عن أربعة آلاف ساعة، ولم يتم العثور على شيء ولا حتى أثر صغير أو خشبة طافية. ‏_ هل انفجرت الطائرات دفعة واحدة ولم تترك أثراً؟ ‏_ هل الماء الأبيض يشير للضباب؟ ‏_ إذا لم تنفجر الطائرات، فلماذا لم تهبط إحداها هبوطاً اضطرارياً والبحر هادئ والسماء صافية وتجهيز زوارق النجاة لا يستغرق أكثر من دقيقة؟ ‏ثم ما هو سبب الانفجار، هل هناك تخريب مقصود وممن؟ ‏أسئلة محيّرة وبعضها غير منطقي ولكنها ترددت عند العديد من الناس في القاعدة وبين المسؤولين في لجان البحث والتقصّي. ‏في الثالث من تموز عام /1947/ اختفت طائرة من نوع (سي_54) بطاقم من ستة أشخاص وهي تطير برحلة اعتيادية من برمودا الى شاطئ النخيل، وبعد أن أجرت السفن مسحاً لمئة ألف ميل مربع من البحر، عثر على وسائل ومقاعد وأنابيب أوكسجين ولم يعثر على حطام ولم يتأكد الباحثون أن تلك الأشياء للطائرة نفسها. ‏وفي التاسع والعشرين من كانون الثاني عام /1948/ اختفت طائرة بريطانية اسمها (ستار تايغر) بطاقم من ستة أشخاص و/25/راكباً بينهم ضابط متميز في الحرب العالمية الثانية، وبعد يومين من البحث عثر على صناديق خزانات وقود تخص الطائرة ولكن في موقع بعيد مئات الأميال عن خط سيرها الجوّي. ‏وفي 28كانون الأول من العام نفسه اختفت طائرة ركاب من طراز (دي.سي3) وعلى متنها /36/راكباً وكانت في طريقها الى (ميامي) قادمة من (سان جوان)، وغطت الطائرات والسفن الباحثة مساحة /300/ألف ميل مربع دون العثور على أثر. ‏وفي السابع عشر من كانون الثاني عام /1949/ اختفت الطائرة (ستاراريل) وعلى متنها /20/شخصاً من بينهم طاقمها المكوّن من سبعة أشخاص، وقد أبلغ قائدها بعد ساعة من الإقلاع أن الطقس جيد وكل شيء يسير على أتم وجه، كانت الطائرة في رحلة اعتيادية بين برمودا وجامايكا، ثم اختفت الطائرة دون أثر، وقد حلّقت /72/ طائرة جنباً الى جنب ومسحت /50/ألف ميل مربع دون جدوى فلم يعثر على أي أثر. ‏لعل أغرب الحوادث التي حدثت، هي تلك التي حدثت لطواقم السفن والزوارق دون أن تختفي تلك السفن والزوارق نفسها في عام /1840/ اختفى بحّارة وطاقم السفينة (رونالي) المسجلة في هافانا. ‏وفي 26شباط عام /1855/ اختفى طاقم السفينة (جيمس تشيستر)، وكذلك اختفى طاقم (لين أوستن) ناقلة البضائع الأمريكية عام /1881/ وقبلها (دي غاريتا) البريطانية (في تشرين الثاني عام /1972 التي اختفى طاقمها ولم يعبث ببضائعها ومعداتها)، وفي عام /1902/ في أوائل تشرين الأول اختفى طاقم (مزيا) الألمانية، كما اختفى طاقم (كارل يزنغ) الأمريكية في شباط /1921/ ولدى فحصها تبيّن أن الطعام كان جاهزاً ومرتباً ولكن لا أثر للطاقم. ‏واختفى في 3شباط عام /1940/ طاقم (غلوريا كولايت) كما اختفت قوارب النجاة من على سطحها. وعثر على السفينة (روبيكون) في 22تشرين الأول عام /1944/ دون طاقم وليس على متنها سوى كلب جائع. ‏وحدث كذلك أيضاً أن اختفت أطقم وبحّارة مئات الزوارق واليخوت في المنطقة إضافة لسفن الشحن. ‏وقدر أنه من عام /1945/ حتى عام /1970 فقط اختفت مئة سفينة وطائرة، وفقدت /100/ألف ضحية بشرية في منطقة المثلث المذكور الذي كان يسمى قبل ذلك التاريخ بمثلث الشيطان أو (مقبرة السفن في الأطلسي) أو (بحر الشؤم) كما حدثت حوادث كثيرة أخرى في السبعينيات والثمانينيات ولكنها لم تصل الى أعداد مرعبة، كالسابق ؛لأن الإبحار أو الطيران فوق المنطقة عُدَّ مغامرة على السفن أو الخطوط الجوية، لذلك تجنب جميعها ذلك الطريق كما تجنبت البواخر بحر (سارغاس) في قلب مثلث برمودا

Aucun commentaire: